أيا قرني
ياعالماً في أمور الدين قد سطع *بوركت من شيخ به الأئمة تقتدي
شيخ تفوق أبطال الرجال بفقهك*وتسمو بهامتك عن الزلات وتعتلي
أفنيت في حب القراءة عمرك *فجافيت جنبيك وودعت المهتني
رجل رأيتك في الثبات مدافعاً*عن هدي محمد نور البرية الماحي
فجزيت خير ما يُجزى عالماً * بفردوس الجنان به النعيم لا ينجلي
ولست أمدحك لكسب مالٍ *ولا لتطنب نثراً في مدحي وذكري
لكنني في بحر علمك غصت باحثاً*فشاعراً وجدتك ومفكر وعالم رباني
أتيت من أقصى الجنوب لأسألك* فدهراً أجر الحزن حتى رُضّ عاتقي
وما كنت لأحد من الورى شاكياً همي*ورب الملوك يقول فاسألوا أهل ذكري
فداء الحب قد أردى بنفسي طريحاً* على باب الجفا قد شوّه مبسمي
ألآ أيها الشيخ الجليل فما الدواء *ومتى عني هذه الأحزان تنقضي
ضاقت عليّ دنيا الورى باتساعها * بعد أن جار بي خلي وصاحبي
كنت له كعصا الضرير إذا أحتاجها *فأبرحني صداً وبالعصا يضربني
ولئن أرداني بخنجر الغدر من خلفي *لكان أهون من رشح عيني وذلي
بسطت رداء الضيق وانطويت بحضنه*فأنا من هذه الدنيا تلاشت رفقتي
أحكمت عقد سيل زمام أدمعي *وأطلقت نيران الزفير بحرقتي
قيدت كفوف السعادة ثم تليتها *على جبينها وسميت قبل نحرها بحلمي
ما عدت أرجو من هذه الدنيا صاحباً *سوى الحزن خلاً لو ضقت لازمني
قد كنت أسوق نفسي وللعلياء أجلدها*واليوم ساقتني لهجر أهلي وخلي
أما وقد قُرعت أسماعك برديء شعري* وأتتك مقالتي والكسر يملأ قافيتي
فأجبني أيا قرني هل من طب لدائي*أم أغرس راضياً رمح الأسى بصدري